.. أمـســك أعــصـــابــــك..

أمـســك أعــصـــابــــك

إن التجارب التي يمر بها بعض الناس قد تفوق الخيال في غرابتها .. فعندما هرب أسد من قفص حديقة الحيوان في بودابست , عاصمة المجر .. ساد الهرج والمرج بين زوار الحديقة .. وراحت الناس تجري بأطفالها الى جميع الجهات بحثا عن مكان أمين تحتمي به خوفا من الأسد .. وأرتفعت أصوات الناس وهي تصرخ , وأمتزجت ببكاء الأطفال .. وراح حرس الحديقة يبحثون عن الأسد الهارب في كل مكان , ولكن الأرملة " ماري " بقيت جالسة في مكانها على المصطبة الخشبية في الحديقة .. واستمرت تطعم الطيور والحمام بفتات الخبز ولم تشعر  بالخوف والفوضى التي سادت أرجاء في الحديقة لسبب بسيط .. فقد كانت ماري مصابة بالصم التام ..وفجأة لمحة بطرف عينها أسداً كبيراً يجلس بالقرب منها وبكل هدوء .. وبدأت ترمي له قطع الخبز , ولم يرد الأسد يدها فأكل بعض الخبز ثم أقترب منها حتى أصبح على بعد خطوتين , وراح يشم محتويات حقيبتها وكانت تتضمن بعض الخضروات والفاكهة التي اشترتها في طريقها للحديقة .. ولما لم يعثر على مأكولاته المفضلة وجه انتباهه لها فراح يحدق بوجهها وهو يزحف محوها ببطئ حتى كاد يلمس ساقها .. وراحت تبتسم له وتربت على فروته بيدها ..وأستسلم الأسد كقطة أليفة حتى جاء حراس الحديقة ورمو شباكهم عليه .

في ساعات الخطر يحتاج الإنسان إلى ضبط أعصاب .. وليس ضروريا أن يكون أصما حتى يجلس هادئا في مواجهة أسد .. ففي إمكانه أن يفعل ذلك إذا كان يدرك أن الحيوان لا يهاجم الإنسان إلا إذا كان الإنسان خائفا .. وقد تنقذ نفسك وغيرك في أوقات الخطر كالحرائق والحوادث وغيرها إذا استطعت أن تتمالك أعصابك وتتصرف بهدوء..